هذا الأزرق
شعر
محمد بنيس
ويغامر الشاعر في هذا الديوان الجديد، بالكتابة في عالم مجهول، ينتقل فيه بين أمكنة وبين أشياء نألفها ولا نألفها. فهو يرحل من اللغة ومن تاريخ معاني الكلمة إلى الفنون التشكيلية، ثم من مدن متوسطية تمجد الأزرق وتوجد بفضل الأزرق، في الضفتين الجنوبية (المغرب) والشمالية (إيطاليا) معاً، كما هو الحال بالنسبة لمدينتي شفشاون وطنجة، ومنهما ينتقل إلى الصناعة اليدوية مثل الزليج والفخار في مدينة فاس، أو عوالم ثقافية، تجسد مسرح الأزرق، في نصوص هي عبارة عن هوامش على اعترافات القديس أوغسطين، أو تجربة الميلاد الثاني، التي عاشها الشاعر.
ديوان يبني عوالم متعددة، يظهر فيها الأزرق عبر وجوهه اللانهائية، وعبر تفاصيل حياتنا اليومية على نحو عادة ما لا ننتبه إليه. واستكشاف الأزرق في هذا الديوان يعطي الشعر وظيفة إعادة كتابة الحياة (حياة الخارج وحياة الداخل)، فيما هو يقترب من الأزرق في ماديته ويمزج بينه وبين الحساسية والمعرفة والحضارة والتاريخ في رؤية شعرية أصبحت جماليتها من سمات الكتابة عند محمد بنيس.
ديوان "هذا الأزرق" نشيد بلغات متعددة، يستدعي قراءة مفتوحة للمادة والمكان في كتابة شعرية تتداخل فيها الأشكال والأنماط، تحث قارئها على سفر لا يتوقف، تعيد شحذ الحواس وتحرر الفكر من كسل المألوف والمعتاد. ديوان من أجل الرحيل نحو تخوم المجهول والمفاجئ، في زمن نكاد ننسى فيه معنى الشعر المعاصر عندما يكون نشيداً واستكشافاً وحرية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire